
آلام ثدي المرأة: هذه هي الأسباب
تتوجه النساء إلى عيادات الثدي لإجراء فحوصات روتينية أو بسبب أعراض معينة، العرض الأكثر شيوعا الذي يجلب النساء للفحص هو الألم في ثدي المرأة، فما هي الأسباب؟
تتوجه النساء، بمبادرتهن الشخصية أو يتم تحويلهن، إلى عيادات الثدي لإجراء فحوصات روتينية أو بسبب أعراض معينة، وأكثر اعراض سرطان الثدي شيوعاً ودفعاً للنساء للتوجه للفحص هو الام الثدي.
كيف تصف المرأة إحساسها بألم الثدي؟
الملفت للانتباه هو الطريقة التي تصف بها المرأة إحساسها بالألم في الثدي، حتى الان، سجل 61 وصفاً مختلفاً، الأكثر شيوعا من بينها:
- الشعور بالألم.
- الشعور بوجود شيء ما يضغط.
- شعور بعدم الراحة.
- شعور بوجود عبء أو ضائقة.
- احساس باحتراق كالنار.
مقدمة قبل الدخول في أسباب الام ثدي المرأة
لقد تم بحث ظاهرة الام ثدي المرأة منذ القرن التاسع عشر، وقد قسم الطبيب كوبر النساء اللواتي يشعرن بالام الثدي إلى مجموعتين:
- الأولى: النساء اللواتي تشعرن بألم في الثدي دون وجود كتلة محسوسة.
- الثانية: النساء اللواتي تشعرن بألم في الثدي ويمكن خلال الفحص ملاحظة (تحسس) كتلة في الثدي.
وخلص الدكتور كوبر إلى أن النساء اللواتي تشعرن بألم في الثدي دون وجود كتلة محسوسة هن نساء عاطفيات وعصبيات، وقال باحث اخر أن الام الثدي هي من نتاج مخيلة المرأة ووصف تلك النساء بالخجل. قديماً، اعتقد معظم الذين عملوا في طب الأثداء بأنه ليس هنالك أساس عضوي/ فيزيولوجي للاحساس بالام ثدي المرأة.
دلائل وأسباب الام ثدي المرأة
ظاهرة الألم شائعة جداً لدى النساء في سن الخصوبة، وتعتبر الام الثدي ظاهرة فيزيولوجية متعلقة بالتغيرات الحاصلة في تركيبة أنسجة الثدي. النساء اللواتي تشعرن بألم في الثدي يمكن تقسيمهن إلى عدة مجموعات:
1- ألم الثدي ذو الطابع الدوري
يحصل، بتأثير الهورمونات، تغيير في درجة نفاذية الأوعية الدموية الصغيرة، يؤدي هذا التغيير إلى تراكم سوائل في داخل الثدي، وفي الوقت نفسه، تحصل تغيرات تكافي تكاثرالخلايا. هذه التغييرات تكون مصحوبة بإحساس بالتورم والانتفاخ في ثدي المرأة، ليست هنالك علاقة بين شدة الألم وبين مستوى الهرمونات في الدم، ولا علاقة بين شدة الألم ودرجة خطورة التغيرات الحاصلة في الثدي. يظهر الألم بعد الاباضة (Ovulation) وحتى قبل الحيض ببضعة أيام، ثم يعود ويختفي مع انتهاء الحيض.
2- ألم الثدي غير الدوري
هو ألم ناجم عن تغيرات سليمة (طبيعية) في الثدي. تحدث هذه التغيرات في اعقاب استجابة غير ملائمة من جانب نسيج الثدي للتأثيرات الهرمونية. علامات الاستجابة في نسيج الثدي هي تغيرات هستولوجية (نسيجية) مختلفة في حين يكون مستوى الهرمونات في الدم ضمن المجال السليم. وهذه بعض أسبابه:
1- كيسات (Cysts) كبيرة الحجم
الكيسة هي كتلة تحتوي على سائل، شفط السائل يقلل من الضغط، مما يخفف من الألم، يتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حالات قليلة.
2- الغداد (Adenosis) وفرط التنسج (Hyperplasia)
وهي ظاهرة الشعور بتصلب مرن عند تحسس الثدي، وقد أطلق على هذه التغيرات في الماضي اسماء مختلفة مثل: “الداء الكيسي الليفي في الثدي” و”اعتلال الثدي الغدي” وغيرها. بكلمات أخرى، تكون بنية الثدي تكتلية (درنية)، لا علاقة بين شدة الألم، مدته ومدى التغيرات، العامل المسبب لظهور الألم لا يزال غير معروف تماما. بشكل عام، هنالك تكاثر للخلايا واختراق للنسيج اللمفي والأنسجة الضامة للهيكل الفصيصي (Lobules) {وحدة الافراز في الثدي}.
3- توسع أنابيب الإفراز المجاورة للحلمة
أحيانا، تصاحبه إفرازات لا ارادية (تلقائية) من الحلمة ذات لون أصفر/ أبيض/ بني/ أخضر، ورم حليمي (Papilloma) في داخل الأنابيب يظهر في أعقابه افراز دموي لا ارادي من الحلمة. المسبب للألم في هذه الحالات هو التغيرات الالتهابية غير العدوائية.
4- التهاب الثدي بعد الولادة
خراج (Abscess) في الثدي – ينجم الألم عن التغييرات العدوائية، قيلة لبنية / تورم لبني المنشأ {كتلة تحتوي على الحليب، أثناء الرضاعة)، إصابة الثدي (رضح) وظهور ورم دموي، أو نخر دهني. هذه جميعها قد تسبب الألم بسبب الضغط المياكانيكي،على ما يبدو.
5- اللولب الرحمي الهرموني
قد يتسبب اللولب الهرموني أو العلاج الهرموني الذي يعطى للنساء في سن الإياس (سن “اليأس” – Menopause) بظهور الألم في بعض الأحيان.
6- أدوية مختلفة
الألم في الثدي قد يكون من بين التأثيرات الجانبية لأكثر من 400 دواء مختلف، والالية التي يظهر الألم نتيجة لها لا تزال غير معروفة. وقد لوحظ، لدى تناول بعض الادوية، ارتفاع في مستوى البرولاكتين (Prolactin) في الدم، وهو الهرمون الذي تفرزه الغدة النخامية (Pituitary Gland) الموجودة في الدماغ خلال الإرضاع.
3- نوع ثالث من الألم
هنا يكون الألم مصدره ليس من الثدي، لكنه يطال جدار الصدر:
- متلازمة الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) – مرض روماتزمي (Rheumatic).
- التهاب غير محدد في الغضروف بين الأضلاع (الوربي).
- ألم نتيجة لشد (انقباض) العضلة الصدرية الكبرى (لدى النساء اللواتي يمارسن الرياضة).
- كسر في أحد الاضلاع.
- عملية التهابية أو ورمية في جدار الصدر – غير شائع.
علاج الام ثدي المرأة – بين الماضي والحاضر
هكذا كان يتم التعامل مع الام ثدي المرأة وهكذا اختلف الأمر اليوم:
- كانت النساء تنصح بعدم شرب الشاي أو القهوة بسب احتوائهما على نسبة مرتفعة من المثيل – أكسنثين (methylxanthine)، لكن تأثير هذه التوصية على تخفيف الألم كان ضئيلا.
- كما أن تأثير بعض الأدوية كان ضئيلا، أيضاً، بينما كان فيتامين A عديم التأثير.
- شاع استخدام مستحضرات اندروجينية (Androgenic) مثل الدانزول (Danazol)، الذي تبين أنه فعال لدى 80% من النساء، وهو غير متبع اليوم بسبب اثاره الجانبية.
- دهن مراهم مختلفة، مثل الفولتارين (voltaren) أو الكابسايسين (capsaicin)، لم يكن فعالا.
- يمكن الاستعانة بمستحضرات مسكنة للأوجاع ومضادة للالتهابات، حسب الحالة.
- الأدوية المستخرجة من بعض النباتات، مثل اكليل الجبل والانغرا، كانت فعالة في تخفيف الألم، بعضها يحتوي على حمض اللينوليك الذي ليس له، عدما يستعمل وحده، أي تأثير في معالجة ألم الثدي.
- النساء اللواتي يعانين من التهاب في الثدي تتم معالجتهن بواسطة المضادات الحيوية.
- قد تتم معالجة النساء اللواتي يعانين من خراجة في الثدي بواسطة النزح الجراحي.
من الجدير بالذكر أن ألم ثدي المرأة ليست متلازمة متجانسة (متماثلة). تعامل الطبيب/ة يجب ان يكون وفقا للحالة، لسن المراة، وصف الألم، الأمراض الدفينة، تناول الأدوية، حالة المرأة النفسية وغيرها. يتعين إجراء فحص يدوي للثدي وفحوصات التصوير. من التجربة، يخف الألم لدى معظم النساء، ومعه الشعور بالقلق، حين لا يتم تشخيص شيء غير عادي خلال الفحص اليدوي والفحوصات المساعدة.
حقائق إضافية حول أسباب الام ثدي المرأة
هذه بعض الحقائق والإحصائيات بهذا الشأن:
- أكثر من 70% من النساء يشعرن، في مرحلة ما من حياتهن بألم غير عادي في أحد الثديين أو كليهما.
- 40 – 60% من النساء يتوجهن إلى العيادة بسبب الألم في الثدي.
- إجمالا، فإن الألم في ثدي المرأة يكون أكثر شيوعا في سن الخصوبة.
- قرابة 75% من النساء المصابات بسرطان الثدي، تم تشخيص حالتهن في سن الخمسين عاماً وما فوق.
- حوالي 10% من النساء المصابات بسرطان الثدي تم تشخيص إصابتهن في سن ما دون الـ 40 عاماً و2% من النساء في سن ما دون الـ 30 عاماً.
- أظهر بحث أن 15% من النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي القابل للشفاء بواسطة الجراحة، كن يعانين من الألم ومن الورم/ التغيير في الثدي.
- فقط 7% من النساء اللواتي شكون من ألم في الثدي دون أية أعراض مرافقة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي.
- في بحث أجرته مجموعة اسكتلندية، تم فحص ما يزيد عن 8500 سيدة توجهن إلى الفحص في أعقاب الام في الثدي، فقط لدى 3% منهن تم تشخيص الإصابة بسرطان الثدي.
- في بحث اخر أجري في انجلترا، تبين أن نسبة شيوع الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللواتي توجهن للعيادة بسبب أوجاع في الثدي بلغت نحو 5%.
- حسب تقديرنا، فإن شيوع الإصابة بسرطان الثدي بين كافة النساء اللواتي تتوجهن إلى العيادة بسبب الألم هو بنسبة 1% فقط.
توصيات
للتلخيص، يوصى بالأمور التالية:
- التوجه للفحص في عيادة ملائمة.
- ينبغي القيام بالتحريات وثيقة الصلة بالموضوع والاستعانة الذكية بفحوصات التصوير.
- لا يجوز التغاضي عن الشعور بالألم في الثدي، رغم الفرضية التي تقول إن تشخيص سرطان الثدي مبكراً لدى النساء اللواتي يشعرن بألم يحصل بشكل عشوائي وبطريق الصدفة.
وعموماً فإن سرطان الثدي في مراحله المبكرة لا يسبب الألم.