أمراض وعلاجاتها

الصدفية أعراضها وطرق علاجها

الصـدفية هو مرض جلدي شائع يؤثر على الدورة الحياتية لخلايا الجلد.

نتيجة الصدفية تتراكم الخلايا على سطح الجلد بسرعة لتشكل قشوراً فضية سميكة وطبقات مثيرة للحكة، جافّة وحمراء، تسبب الألم أحيانا.

الصدفية مرض عنيد، يستمر لفترة طويلة (مرض مزمن)، هناك فترات تتحسن فيها أعراض الصدفية وتخفّ، بينما يشتد مرض الصدفية في فترات أخرى.

بالنسبة لبعض المرضى، الصدفية لا يتعدى كونه مصدر إزعاج. أما بالنسبة للبعض الآخر، فمن الممكن أن تسبب العجز، وخصوصا عندما تكون مرتبطة بالتهاب المفاصل (Arthritis).

لا شفاء من مرض الصدفية، لكن علاج الصدفية يمكن أن يحقق تحسناً كبيراً. كما إن اتخاذ التدابير الخاصة بنمط الحياة، مثل استخدام مَرْهم الكورتيزون، تعريض الجلد لأشعة الشمس الطبيعية باعتدال وبطريقة خاضعة للرقابة، من شأنه أن يؤدي إلى تحسن أعراض الصدفية

أعراض الصدفية

أعراض مرض الصدفية تختلف من شخص لآخر، لكنها يمكن أن تشمل واحدة أو أكثر من التالية:

  • طبقات حمراء على الجلد، تكسوها قشور فضية اللون
  • نقاط صغيرة مغطاة بالقشور (شائع بين الأطفال)
  • جلد جاف، متصدّع ونازف في بعض الأحيان
  • حكّة، حرقة أو ألم
  • أظافر سميكة، مُغْلَظـَّة، مثلومة أو مليئة بالندوب
  • تورّم وتيبّس المفاصل.

الطبقات على الجلد، نتيجة للصدفية، يمكن أن تظهر كبضع نقاط من القشور وحتى طفح جلدي يغطي مساحة واسعة.

أسباب وعوامل خطر الصدفية

ينشأ مرض الصدفية جراء سبب يتعلق بجهاز المناعة، وتحديداً بنوع معين من خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا اللمفاوية التائيّة (T cell).

في الوضع الطبيعي العادي، تتنقـّل هذه الخلايا في جميع أنحاء الجسم للعثور على المواد الغريبة، مثل البكتيريا والفيروسات، ومكافحتها. لكن عند مرضى الصدفية تقوم هذه الخلايا اللمفاوية بمهاجمة خلايا الجلد السليمة، عن طريق الخطأ.

الخلايا اللمفاوية التائيّة الفعّالة أكثر من اللزوم تثير ردود فعل مختلفة في الجهاز المناعي، مثل توسيع الأوعية الدموية حول طبقات الجلد وزيادة كميات من خلايا دم أخرى يمكنها اختراق البشرة (الطبقة الخارجية الرقيقة من الجلد – Epidermis).

نتيجة لهذه التغيرات، ينتج الجسم المزيد من خلايا الجلد السليمة، المزيد من الخلايا اللمفاوية التائيّة (T cell) وغيرها من خلايا الدم البيضاء.

ونتيجة لذلك، تصل خلايا جلدية جديدة إلى الطبقة الخارجية من الجلد بسرعة كبيرة جدا في غضون أيام قليلة، بدلا من أسابيع كما هو في الحالة الطبيعية.

لكن خلايا الجلد الميتة وخلايا الدم البيضاء لا تستطيع التساقط بسرعة، ولذلك تتراكم في شكل طبقات قشريّة سميكة على سطح الجلد. هذه العملية يمكن وقفها، على الغالب، بواسطة العلاج.

ليس واضحاً بالضبط ما هو السبب الذي يؤدي إلى اضطراب نشاط الخلايا اللمفاوية التائيّة عند مرضى الصدفية، فيما يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية، على حد سواء، تلعب دورا في ذلك.

العوامل التي قد تثير الصدفية تشمل:

  • التلوثات، مثل الجراثيم العِقـْديّة (ستربتوكوكوس – Streptococcus) التي تصيب الحلق، أو داء المُبْيَضّات الفمويّ (وهو فطريات في الفم – Oral candidiasis)
  • إصابة في الجلد، مثل الجرح، البَضع، الخدش، لسعة الحشرات أو حروق الشمس الحادة
  • التوتر
  • الطقس البارد
  • التدخين
  • الإفراط في تناول الكحول
  • بعض الأدوية، من بينها: الليثيوم كوصفة طبية لاضطراب الهوس الاكتئابيّ (Manic depression أو:الاضطراب الثنائي القطب – Bipolar Disorder)، بعض الأدوية لمعالجة فرط ضغط الدم، مثل حاصرات بيتا، الأدوية المضادة للملاريا واليوديد (Iodide).

قد يصيب مرض الصدفية أي إنسان، لكن الأشخاص الذين ينتمون إلى واحدة من المجموعات التالية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالصدفية:

  • ذوو تاريخ عائلي من المرض
  • الذين يعيشون في حالة توتر
  • الذين يعانون من السمنة الزائدة
  • المدخنون (الصدفية البثرية – Pustular psoriasis).

مضاعفات الصدفية

قد يؤدي مرض الصدفية إلى مضاعفات مختلفة، تبعا لموقعه في الجسم ومدى انتشاره. هذه المضاعفات تشمل:

  • جلد سميك وتلوّثات في الجلد، ناجمة عن الحكة في محاولة لتخفيف الشعور بالقرص
  • اختلال توازن السوائل واختلال توازن الكهارل (الشوارد الكهربائية – Electrolytes) في الحالات الشديدة من الصدفية البثريّة
  • احترام ذاتي منخفض
  • اكتئاب
  • توتر
  • قلق
  • عزلة اجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يسبّب مرض صدفية التهاب المفاصل التعب والألم ويُصعّب مهمة القيام بأعمال روتينية. وعلى الرغم من استعمال الأدوية، قد يحدث أيضا تآكل في المفاصل.

وتبيّن الدراسات الحديثة، من السنوات الأخيرة، وجود صلة بين مرض الصدفية وبين مركّبات المتلازمة الأيضية(Metabolic syndrome)، وخاصة السكري وضغط الدم المرتفع، وكذلك بين الصدفية وبين أمراض القلب.

تشخيص الصدفية

يمكن للطبيب تشخيص الصدفية، عادة، بعد محادثة حول العلامات والأعراض وبعد فحص الجلد.

لكن قد يكون من الضروري، في بعض الأحيان، أخذ عينة من الجلد (خزعة – biopsy) وفحصها تحت المجهر، من أجل تحديد النوع الدقيق من المرض ونفي غيره من الاضطرابات. تؤخذ خزعة الجلد، عادة، في عيادة الطبيب، تحت تخدير موضعي.

إضطرابات أخرى تذكّر بالصدفية:

  • الْتِهابُ الجِلْدِ المَثِّيّ (Seborrheic dermatitis)
  • حَزاز مُسَطـَّح (Lichen planus)
  • سَعْفَةُ الجَسَد (Tinea corporis)
  • النُّخالِيَّةُ الوَرْدِيَّة (Pityriasis rosea).

علاج الصدفية

الأهداف المرجوة من علاج الصدفية:
  • وقف العملية التي تؤدي إلى إنتاج فائض من خلايا الجلد، ما يؤدي إلى تخفيف الالتهاب وتكوّن الطبقات
  • إزالة القشرة وجعل الجلد ناعما

يمكن تقسيم انواع علاج الصدفية المختلفة إلى ثلاث مجموعات: علاج الصدفية الموضعي، علاج الصدفية بالضوء والمعالجة بتناول الأدوية الفموية (عن طريق الفم).

علاج الصدفية بطريقة العلاجات الموضعية:

كريمات ومراهم للدهن على الجلد، معدّة للاستعمال الذاتي، ناجعة في معالجة الحالات الخفيفة حتى المتوسطة من الصدفية.

في الحالات الأكثر حدّة من الصدفية، يتم دمج العلاج بالكريمات مع الأدوية الفموية، أو مع العلاج بالضوء.

مستحضرات العلاج الموضعي للصدفية تشمل:

  • كورتيكوستيرويدات (هورمونات ستيرويديّة – Corticosteroids) للعلاج الموضعي
  • نظائر فيتامين د
  • أَنثرالين (دواء جلديّ – Anthralin)
  • رتينويدات (ريتينالِيُّ الشَّكْل، شبه راتينيّ –Retinoid: أدوية مشتقة من فيتامين أ)،
  • مثبطات كالسينيورين (بروتين لمفيّ – Calcineurin)
  • حمض الساليسيليك (Salicylic acid)
  • قطران الفحم
  • كريمات للترطيب.

مقالات ذات صلة