النخالية المبرقشة: أسباب وطرق علاج!
هل لاحظت يوماً أن هناك جزءا من البشرة لديك يبدو أفتح من باقي بشرتك؟ أو هل لاحظت هذا الأمر في بشرة شخص معين وتساءلت عن سبب هذه الظاهرة؟ إن ما يحدث هو حالة طبية تسمى النخالية المبرقشة أو عطش الوجه، اقرأ المقال لتعرف عنها أكثر.
إن التبقع الأبيض (Pityriasis alba) ظاهرة طبية غير معدية ولها العديد من الأسباب والحلول والمسميات (أسماء بديلة: النخالية البيضاء، العطشة، عطش الوجه، النخالية المبرقشة)، هذا وأكثر سوف نتعرف عليه تالياً.
ما هو التبقع الأبيض أو النخالية البيضاء؟
يعرف التبقع الأبيض بأنه مرض جلدي غالباً ما يصيب الأطفال أو النساء أو البالغين عموماً، ومع أن السبب الحقيقي وراء المرض لا زال غير معروف تماماً، إلا أن بعض الباحثين يرجحون أن تكون هذه الحالة مرتبطة بشكل ما بالأكزيما، والتي تعتبر بدورها إحدى الأمراض الجلدية الشائعة التي تتسبب بطفح جلدي قابل للتقشر.
وغالباً ما تظهر على بشرة المصاب بالنخالية البيضاء بقع بيضاوية الشكل تميل إلى اللون الوردي أو الأحمر، تذهب هذه مع الوقت بعد استعمال الكريمات والمراهم المناسبة، ولكنها قد تخلف وراءها بعد الشفاء بقعاً أفتح من لون الجلد بقليل.
أعراض النخالية البيضاء
تظهر على بشرة المريض بقع تتراوح أشكالها بين الدائري والبيضاوي أو حتى بقع غير منتظمة الشكل وعشوائية، وتكون البقع عادة جافة تكسوها القشور، وقد تظهر في إحدى المناطق التالية من جسم المريض:
- الوجه، وهو أكثر مناطق الجسم عرضة للإصابة.
- منطقة أعلى الذراعين.
- منطقة العنق.
- منطقة الصدر.
- منطقة الظهر.
وإذا كانت هذه البقع وردية اللون أو حمراء، فهي غالباً سوف تتلاشى مخلفة وراءها بقعاً باهتة اللون خلال فترة تمتد لأسابيع، ومع أن البقع الباهتة هذه قد تأخذ عدة أشهر لتختفي تماماً، إلا أنها في بعض الأحيان قد تحتاج عدة سنوات لتتلاشى تماماً.
النخالية البيضاء وفصل الصيف
من الجدير بالذكر أن البقع الباهتة التي تخلفها الإصابة بالنخالية البيضاء قد تصبح أكثر وضوحاً في فصل الصيف تحديداً نتيجة تعرض البشرة المتزايد لأشعة الشمس وتزايد فرص اسمرار البشرة المحيطة بالبقع، لذا ينصح المصابون بالحرص على استخدام واقي الشمس في فصل الصيف وعدم إهماله.
كما يجدر بنا التنويه إلى أن البقع البيضاء أو الباهتة تكون أكثر ظهوراً بشكل عام في الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة أو السمراء.
أسباب النخالية البيضاء
لا زالت الأسباب الرئيسية للإصابة بالنخالية البيضاء غير معروفة تماماً، ومع ذلك إلا أن بعض الأطباء والباحثين يميلون لاعتبارها شكلاً من أشكال التهاب الجلد التاتبي(Atopic dermatitis)، والذي يعتبر بدوره نوعاً من أكزيما الجلد.
وقد تتسبب العديد من الأمور بالإصابة بأكزيما الجلد، مثل فرط نشاط جهاز المناعة. ففي الحالات الطبيعية، يميل جهاز المناعة لتجاهل البروتينات العادية ليهاجم بروتينات المواد السيئة فقط، كتلك المتواجدة في البكتيريا والفيروسات. ولكن لدى الشخص المصاب بالأكزيما، قد لا يستطيع الجهاز المناعي التمييز بين نوعي البروتينات المذكورين، ما يؤدي إلى نوع من تهيج الجلد، والذي يشبه إلى حد كبير رد الفعل التحسسي.
وفي العادة يتخلص معظم المصابين من مرض الأكزيما أو النخالية البيضاء مع بلوغهم سن الرشد.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالنخالية البيضاء
تعتبر النخالية البيضاء أكثر انتشاراً بين الفئات التالية:
- الأطفال بين عمر 6-12 سنة بنسب إصابة تتراوح بين 2-5%.
- الأطفال المصابين بالتهاب الجلد التاتبي.
- الأطفال الذين يستحمون بمياه ساخنة وباستمرار.
- الأطفال الذين يتعرضون كثيراً لأشعة الشمس دون استخدام واقي الشمس المناسب.
علاج النخالية البيضاء
في العادة، لا تستدعي الإصابة بالنخالية البيضاء أي علاج، إذ تتلاشى البقع البيضاء من ذاتها دون تدخل طبي مع الوقت. وقد يصف لك الطبيب مراهم ومرطبات معينة تسرع من عملية الشفاء وتخفف من التبقع والتغير اللوني الحاصل في الجلد، بالإضافة إلى التخفيف من أي شعور بالحكة والجفاف قد يصيب المريض.
وحتى إذا تخلصت نهائياً من التبقع الأبيض وتلاشت اثاره تماماً مع الوقت، عليك أن تعلم أنه قد يعود مجدداً في المستقبل، وعندها تستطيع استخدام ذات المراهم التي وصفها لك الطبيب بعد معاودة استشارته. وعموماً تميل هذه الحالة للاختفاء تماماً بكافة اثارها مع التقدم في السن أو بلوغ الطفل المصاب بها سن الرشد.