أمراض وعلاجاتها

تساقط الشعر والتوتر | انعكاسات الحالة النفسية على نمو الشعر

تساقط الشعر والتوتر .. عندما يواجه الجسم حدثاً مرهقاّ مثل الإصابة أو المرض أو الصدمة النفسية، فإنه يوجه كل طاقته وإمكانيته للشفاء من المشكلة، مما يجعله يقلل من طاقة العناية بالأجزاء الثانوية ك الشعر والأظافر وما إلى ذلك. مما يساهم في دخول العديد من بصيلات الشعر في مرحلة الراحة قبل وقتها الحقيقي، فيبدأ الشعر بالتراجع بشكل ملحوظ. وقد تلاحظ ذلك من خلال رؤيتك لكمية كبيرة من الشعر على المشط أو الأرض.

هذا النوع من فقدان الشعر المرتبط بالتوتر أمر مثير للقلق بالتأكيد، ولكن ليس هناك داع للخوف. حيث أن تساقط الشعر الناجم عن التوتر لا يؤدي إلى الصلع إلا في حالات نادرة جداً، ويؤكد الخبراء أن الشعر المفقود نتيجة هذا النوع من التوتر عادةً ما يعود في غضون ستة إلى تسعة أشهر، عدا أنه من المرجح أن يكون الشعر الجديد صحيًا أكثر من أي وقت مضى إذا ما تم العناية المثلى به.
في الواقع، يجب على الجميع أن يفهم بالضبط كيف ينمو الشعر، وكيف يحدث تساقط الشعر لذا دعونا في البداية نفهم

كيف ينمو الشعر؟

يبدأ شعرك بالنمو من بصيلات الشعر الموجودة تحت سطح بشرتك بواسطة بروتين (الكرياتين) الموجود في شعرك وأظافرك.ويقوم الدم في فروة رأسك بتغذية الجذر، مما يخلق المزيد من الخلايا ثم يتم دفع الشعر من خلال الجلد أثناء نموه، مروراً بغدة دهنية على طول الطريق. تضيف الغدة الدهنية الزيت إلى الشعر وتحافظ عليه لامعاً وناعماً.
عندما يموت الشعر تماماً يخرج من الجلد. نعم، الشعر الميت هو الذي تراه. هذا هو السبب الذي يجعلك لا تتألم أثناء الحصول على قصة شعر جديدة.

ينقسم الشعر إلى جريبات ولكل جريب دورة حياة خاصة، تنقسم إلى أربع فترات: أولاً، مرحلة “النمو” التي تدوم حوالي 33 شهرًا. تليها المرحلة “الانتقالية” التي تستمر حوالي 2-3 أسابيع ثم مرحلة “الاستراحة” التي تدوم حوالي 5-6 أسابيع لتصل إلى مرحلة “الإراقة”: حيث يبدأ الشعر القديم بالتساقط وفي نهاية الدورة يبدأ الشعر الجديد بالنمو.
يذكر أنه من الطبيعي للإنسان أن يفقد بعض الشعر بشكل يومي. حيث يمتلك الشخص البالغ أكثر من 100 ألف شعرة على فروة رأسه ومن الطبيعي أن يخسر حوالي 100-150 شعرة في اليوم.

ما أسباب تساقط الشعر؟

  • الادوية: حيث أن هناك الكثير من الادوية (غير ادوية العلاج الكيماوي للسرطان) يمكن ان تسبب تساقط الشعر، أهمها:
  • ادوية منع تجلط الدم مثل الوارفارين والهيبارين.
  • الفيتامينات خاصة مشتقات فيتامين (أ).
  • استعمال الهرمونات وحبوب منع الحمل للسيدات.
  • أدوية الصرع.
  • أدوية الغدة الدرقية.
  • أدوية الاكتئاب والأمراض النفسية.

مرض الجسم العام والشديد: بما في ذلك أي طارئ صحي يلزم المريض الفراش مثل:

    • الحمى الشديدة.
    • العمليات الجراحية التي تتم تحت التخدير العام.
    • الاختلاطات الجهازية المزمنة، مثل:
      – اختلاطات الغدة الدرقية.
      – نقص مخزون الحديد في الجسم أو فقر الدم.
    • – الامراض المزمنة مثل “الذئبة الحمراء”.

    سقوط الشعر بعد الولادة: حيث تلاحظ السيدة بعد الولادة بشهرين الى ثلاثة تساقط شعر ملحوظ. إلا أن هذا التساقط لا علاقة له بالاعتقاد الشائع القائل إن المرأة المرضع يتساقط شعرها حيث أنه لا علاقة طبية بين تساقط الشعر والرضاعة الطبيعية. ولا تحتاج هذه الحالة أي تدخل علاجي وإن كان العلاج يسرع من عملية التعافي.

    ولكن تبقى العوامل الأربعة الرئيسية المسؤولة عن تساقط الشعر هي:
    1. الهرمونات.
    2. الجينات.
    3. العمر.
    4. التوتر.

    حيث أن العوامل الأربعة المذكورة أخيراً هي المسؤولة بشكل رئيسي عن فقدان الشعر، ومع ذلك، يمكن لبعض عادات حياتك اليومية أن يكون لها تأثير على فقدان الشعر.

    حيث أن نمط حياتك، بما في ذلك النظام الغذائي الخاص بك، بيئة المكان الذي تعيش فيه، وتناول الكحول وساعات نومك يمكن أن تلعب دوراً مهماً في فقدان شعرك.

    هل يمكن أن يسبب التوتر فقدان الشعر جدياً؟

    نعم يمكن للتوتر أو الاكتئاب أن يسبب تساقط الشعر بشكل جدي وملحوظ إلا أن هذا النوع من التساقط لا يحتاج إلى علاج في أغلب الحالات إلا إذا أدى لحالات طبية معينة مثل:
    الحاصة البقعية: هي مرض التهابي – يقوم من خلاله جهاز المناعة الخاص بك متمثلاً بالكريات البيضاء مهاجمة بصيلات الشعر عن طريق الخطأ. يبدأ الشعر المصاب بالتساقط بعد فترة وجيزة من توقف النمو. وتحدث بقع صلعاء مستديرة مما يجعل المرضى يائسين وبائسين تماما.
    أو داء الثعلبة: هو مرض يصيب بصيلات الشعر ولكن لا يؤدي إلى موتها. في بعض الأحيان يعود الشعر للنمو من تلقاء نفسه بعد عدة أشهر. لكن هذه المرة ربما بطبيعة ولون مختلف عن اللون الأساسي.
    ويذكر أن الصلع البقعي وداء الثعلبة يرتبطان بشكل مباشر بالحالة النفسية السيئة كفقدان أحد الأقارب مثلاً.

    كيف يرتبط التوتر وتساقط الشعر ؟

    يوجد في الواقع مصطلح طبي لتساقط الشعر بسبب التوتر – حيث يطلق عليه أخصائيين الشعر اسم ” تساقط الشعر التيلوجيني” وهو مصطلح يرمز إلى فقدان الشعر الذي يحدث نتيجة التوتر، أو صدمة ما.
    يمكن للتوتر وفقدان الشعر أن يسيرا جنباً إلى جنب في رحلة تساقط شعرك.

    والتوتر ليس فقط التعب الذي نشعر به – إنه أيضًا كيفية تفاعل أجسامنا مع الحالات والاضطرابات المختلفة. مثلاً عندما نكون تحت الضغط، تتغير هرموناتنا، مما يؤدي لحدوث اختلالات في الهرمونات مثل DHT، الذي يمكن أن يعمل ضد شعرك ويساهم في تساقطه.
    كما يمكن أن تكون الحالات الفسيولوجيةللاكتئاب مثل الحالة المزاجية المنخفضة، والإحباط، وتدني احترام الذات عاملاً في الحد من نمو الشعر، الأمر الذي يؤدي إلى تساقطه.

    عدا أن استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب قد يسبب تساقط الشعر كـ آثر جانبي. هذا يعني أن الاكتئاب في بعض الحالات لن يقوم بالتأثير المباشر على نمو شعرك، إلا أن الدواء الذي يستخدم لمعالجته يمكن أن يلعب دوراً في فقدان الشعر.

    إذا كنت قلقًا بشأن الآثار الجانبية للدواء الذي تتناوله، تحدث إلى طبيبك الخاص حول آثار الدواء وضرورة تغييره.

    كـ مكتئب هل هناك حالات معينة تزيد من خطر تساقط شعري؟

    نعم، بالتأكيد يمكن أن يسبب التوتر العديد من الحالات السلوكية التي تؤدي إلى تساقط الشعر مثل:

      • نتف الشعر :
        حيث يمكن أن يتسبب القلق في حدوث نتف الشعر اللاإرادي أو ال غير مقصود، وهو حالة اعتيادية تحدث عندما يكون الشخص متوترً فيقوم يسحب شعره دون حتى إدراك منه لماهية ما يفعله. مما قد يؤدي على المدى البعيد لتساقط الشعر.
      • الخوف من فقدان الشعر:
        كـ مثال شائع غالباً ما يصل أولئك الذين يعيشون في خوف دائم من فقدان شعرهم إلى فقدان شعرهم في نهاية المطاف، وذلك يتم عن طريق آلية غير مفهومة تماماً نابعة من العقل الباطن للإنسان حيث يقوم باللاشعور بإعطاء نفسه الكثير من التوتر والقلق الذي قد يسقط شعره في الواقع.

    هل يمكن علاج تساقط شعري؟

    نعم، يمكن علاج تساقط الشعر الناجم عن المشاكل الصحية بما فيها الجسدية والنفسية في معظم الحالات.

    الرعاية الذاتية – ماذا يمكنني أن أفعل؟

    إذا كنت متأكدًا من أن تساقط شعرك ناتج عن التوتر، فابحث عن طرق لتقليل القلق حيث أن لأنواع العلاج السلوكي المعرفي نتيجة إيجابية ملحوظة.
    اتخذ خطوات بسيطة نحو نمط حياة صحي وقد تجد أن فقدان الشعر الناجم عن التوتر يخفف من تلقاء نفسه.
    يذكر أن واحدة من أسرع الطرق للحد من التوتر ومنع تساقط الشعر هي ممارسة تمارين مهدئة. حيث أن التأمل فعال للغاية وممارسة الهوايات التي تستمتع بها واحد من أفضل الطرق لإزالة التوتر.

    فيما يلي بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لتحسين صحة الجسم بالكامل وتبطيئ عملية سقوط الشعر على وجه الخصوص:

    أولاُ: النظام الغذائي اليومي:

    تذكر، أنت ما تأكله، لذا فإن اتباع نظام غذائي جيد وتغذية صحية هي واحدة من أفضل الطرق للرعاية والوقاية.
    حافظ على التغذية الجيدة من خلال تناول وجبات صحية منتظمة، تحتوي على الفواكه والخضروات، والبروتينات والأوميجا 3 الموجودان في السّلمون والجوز.
    قلل من الدهون أو الأطعمة التي تجعلك تشعر بالبطء أو الانتفاخ.
    حافظ على الرياضة والنشاط البدني، فإن لها تأثير غير مباشر على تنشيط الخلايا الخاملة مما يساعد على زيادة نمو الشعر.
    تعلم القيام بمساج لأرضية رأسك بمساعدة الزيوت الطبيعية. ك (زيت جوز الهند، زيت اللوز، زيت الميرمية)
    غسل الشّعر بالماء الدّافئ وليس الساخن، وذلك للحفاظ على القشرة الخارجية اللامعة.

    ثانياً، إدارة التوتر:

    قد يساعدك تعلم كيفية إدارة مستويات التوتر بشكل فعّال على تقليل مخاطر فقدان الشعر. بطبيعة الحال، قد تضطر إلى تجربة عدة أساليب مختلفة قبل أن تجد ما يناسبك. مثلاً:
    ممارسه الرياضة: التمارين هي إحدى الطرق الفعالة للقضاء على التوتر. حاول القيام بالمشي لمدة 20 دقيقة يومياً أو الاشتراك في نوادي اللياقة البدنية.
     القيام بالهوايات: إن إشغال نفسك بشيء تستمتع به يمكن أن يكون وسيلة رائعة لمكافحة التوتر. فكر في القيام بعمل تطوعي، أو القيام بزرع حديقة، أو بدء مشروع فني.
     كتابة يومياتك: حاول أخذ بضع دقائق كل يوم للكتابة عن مشاعرك والأشياء التي تسبب لك التوتر. قد يساعدك استعراض الأسباب على اكتشاف طرق التعامل معها.
     التنفس والتأمل: تمارين التأمل والتنفس هي طرق رائعة تسمح لك بالتركيز على اللحظة الحالية وتجاهل الماضي. قد ينفعك أيضا تجربة التقنيات التي تجمع بين التأمل وممارسة الرياضة البدنية، مثل اليوغا.

    ثالثاً، الجانب الدوائي:

    فعلياً، لا يوجد سوى اثنين من الأدوية التي تم ترخيصها واعتمادها من منظمة الغذاء والدواء لهذا الغرض:
    المينوكسيديل: هو موسع وعائي، كان يستخدم في الأصل لعلاج ارتفاع ضغط الدم. إلا أن التجارب أظهرت أن المرضى الذين عولجوا بتطبيق محلول المينوكسيديل 2٪ أو 5٪ على فروة الرأس لاحظوا فرق طبيعي في استعادة الشعر جزئيًا بواسطة آلية غير معروفة تماماً، يذكر أن المينوكسيديل هو مجرد علاج موضعي لا يمنع ولا يؤخر تدهور العملية البيولوجية.
    فيناسترايد: بالنسبة للرجال على وجه الخصوص، تقلل أقراص فيناسترايد مستويات هرمون ديهيدروتستوستيرون الأمر الذي سيبطئ من تساقط الشعر، مما يساعد على إعادة نمو الشعر.
    وأخيراً, إذا لاحظت أن شعرك يتساقط بسبب حالة نفسية معينة فرضت عليك التوتر الدائم، تذكر أولاً أن التوتر والغضب لن يزيد المشكلة إلا سوءًا. وبدلاً من القلق، اتخذ خطوات بسيطة نحو نمط حياة صحي وبيئة مناسبة للاسترخاء وحاول المحافظة على فروة رأس صحية بواسطة استخدام شامبو لطيف، وبلسم مرطب مع زيت الأرغان أو زيت البندق وقد تجد أن فقدان الشعر الناجم عن الإجهاد يخف من تلقاء نفسه.
    إذا لم تستطع تجاوز المشكلة بمفردك تحدث إلى طبيبك، ففقدان الشعر المفاجئ يمكن أن يشير إلى حالة طبية كامنة تتطلب العلاج ويمكن أن يكون حالة عرضية يمكن التغلب عليها بلا أي تدخل علاجي.

    مقالات ذات صلة