علاج القولون بالأعشاب
هل من الممكن علاج القولون بالأعشاب؟ وهل لها فعالية كبيرة في ذلك؟ تعرفوا على التفاصيل الآن.
الأمراض التي تصيب القولون عديدة، ولعل أهمها التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، فهل بالإمكان علاج القولون وهذه الأمراض بالأعشاب؟
التهاب القولون التقرحي ومرض كرون
التهاب القولون التقرحي هو واحد من اثنين من الأمراض الالتهابية الشائعة في الأمعاء. المرض الالتهابي الثاني هو مرض كرون (Crohn’s disease).
هذه الأمراض تشكل التهابات خطيرة في مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي في حين ان التهاب القولون التقرحي يقتصر على القولون فقط فمرض كرون يمكن أن يصيب الأمعاء الدقيقة أيضاً وغيرها من المناطق على طول الجهاز الهضمي مثل المعدة وتجويف الفم.
السبب لإنتشار هذه الأمراض غير واضح حتى الان، لكن يعتقد أن السبب هو ردة الفعل غير المنضبط للجهاز المناعي لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي.
هذه الأمراض تنتشر أكثر في البلدان المتقدمة، وخصوصا لدى الأشخاص الذين يوجد في أسرهم أشخاص اخرين مصابين بالأمراض نفسها.
يمكن لهذه الأمراض أن تحدث في أي عمر، ولكن في معظم الحالات فان تفشي المرض الأول يكون في العقد الثاني والثالث من العمر (عمر 10-30 ).
علاج القولون ومرض كرون بالدواء
العلاج الدوائي لهذه الأمراض معقد ويتضمن مراحل متعددة:
- المرحلة الأولى: الأدوية المضادة للالتهابات من عائلة 5ASA.
- المرحلة الثانية: إذا لم يساعد العلاج الأولي، فهناك مراحل للعلاج الدوائي الذي يثبط جهاز المناعة مثل الأيموران (IMURAN)،الرميكييد (REMICADE) والاستروئيدات.
تجدر الإشارة إلى أن تناول هذه الأدوية يترافق مع العديد من الاثار الجانبية ومخاطر كبيرة عندما تؤخذ لفترة طويلة.
علاج القولون ومرض كرون بالأعشاب
واحدة من أبرز الدراسات التي أجريت تمت بهدف فحص أثر مركب الكركمين الفريد، الذي تم تطويره خصيصا لعلاج التهابات الأمعاء.
الكركمين (Curcumin) عبارة عن مادة كيميائية نباتية نشطة تتواجد في جذر نبات الكركم.
نبات الكركم يستخدم كثيرا في الطب النباتي الصيني والهندي، واستخدم أيضاً منذ أكثر من 3،000 سنة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض التي تتميز بالحمى، الألم والالتهابات.
مادة الكركمين النشطة تم انتاجها لأول مره في عام 1910. هذه المادة بحثت كثيرا في السنوات الثلاثين الماضية وحازت على اهتمام كبيرا جدا.
بدأت الدراسة السريرية للكركمين في مجال أمراض التهابات الامعاء منذ 10 سنوات فقط. وأظهرت دراسة تجريبية صغيرة في الولايات المتحدة في عام 2005 فعاليتها في علاج مرض كرون واعراض التهاب القولون التقرحي.
كما وأظهرت دراسة يابانية كبيرة بأن استخدام الكركمين بموازاة العلاج الدوائي التقليدي كان أكثر فعالية من العلاج الدوائي وحده في تحسن حالة المرضى المصابين بالتهاب القولون التقرحي.
علاج القولون بالأعشاب الصينية
هناك العديد من النباتات الطبية الأخرى في الطب الصيني والتي يمكن استخدامها لعلاج أمراض الأمعاء الالتهابية. أمثلة على ذلك:
- الهندباء– Pu gong ying) Taraxacum Mongolicum)
نبات ذا نشاط مضاد حيوي بالإضافة إلى نشاط مضاد للالتهابات. يطلق على هذا النبات Dandelion باسمه الشعبي والهندباء باسمه العربي. وهو نبات يعتبر استخدامه الطبي امنا نسبيا في الجهاز الهضمي.
- قبطيس صيني– Huang lian) Coptis Chinensis)
نبات يستخدم كثيرا وشائع جدا في الصين لعلاج الجهاز الهضمي بالأساس بسبب نشاطه كمضاد حيوي قوي.
هو فعال جدا ليس فقط لعلاج التهابات المعوية وانما للالتهابات في جميع أنحاء الجهاز الهضمي بما في ذلك المعدة، المريء والتهاب اللثة.
هنالك مواد فعالة معينة موجودة في هذا النبات تؤثر أيضا على امتصاص السوائل في القولون ولذلك فهو فعال في حالات الإسهال المائي.
يعتبر النبات قويا ومرا جدا ولذلك ينبغي استخدامه بحذر وبجرعات معدة خصيصا لكل حالة ولكل مريض.
- عرقسوس أورالي– Gan cao) Glycyrrhiza Uralensis)
نبات استخدامه شائع جدا على حد سواء في النباتات الطبية الصينية والغربية، ويسمى عرق السوس في العربية.
على عكس النباتات المريرة المذكورة حتى الان، فطعم هذا النبات حلو. يتميز عرق السوس بصفات تقوية الجهاز الهضمي، ولكن أيضا في مكافحة الالتهابات بشكل كبير.
على الرغم من أن النبات امن جدا للاستخدام فأيضا هنا لا بد من الملائمة الدقيقة للجرعة للحصول على الفاعلية المطلوبة.
يعتبر تطوير مثل هذه النماذج المتكاملة لعلاج القولون بالأعشاب وكذلك الاضطرابات المعقدة في الجهاز الهضمي تقدما كبيرا وله إمكانات كبيرة لتحسين علاج المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.
يعتقد أن هذه الاستراتيجية العلاجية التي تجمع بين أفضل ما في الطب التقليدي والطبيعي يمكن أن توفر علاجا فعالا، امنا وكاملا للكثير من المرضى.