كل ما تحتاج معرفته عن ناسور الولادة!
ناسور الولادة هو مشكلة صحية قد تتطور لدى المرأة أثناء عملية الولادة، ويعتبر إحدى مضاعفات الإنجاب المهملة إلى حد ما. فلنتعرف أكثر على ناسور الولادة.
يقول مثل إفريقي قديم” على الشمس أن لا تغرب أو تشرق مرتين على عملية مخاض لامرأة”، ويبدو أن هذا المثل وراءه حكمة طبية.
إن أحد الأسباب الرئيسية لنشأة وتطور ناسورالولادة هو دخول المرأة الحامل في المخاض لأيام متتالية دون الحصول على التدخل الطبي الضروري لمساعدتها والتخفيف من حدة الامها.
ما هو ناسور الولادة؟
الناسور عموماً هو عبارة عن شق أو فتحة غير طبيعية تظهر بين منطقتين في الجسم.
أما ناسور الولادة ( Obstetric fistula) فغالباً ما يحدث خلال عملية الولادة، عندما يهبط رأس الجنين إلى منطقة الحوض لدى الأم ويبدأ بالضغط على المنطقة دون أن يستطيع الخروج من فتحة المهبل.
والضغط المستمر للجنين يسبب انضغاط الأنسجة الداخلية في الحوض وإلصاقها بالعظام على جانبي الحوض، الأمر الذي يقلل تدريجياً من تدفق الدم إلى هذا الأنسجة ويصيبها بضرر بالغ ويثقبها.
ونتيجة ما يحصل، ينشأ ناسور الولادة، وهو نوعان:
- النوع الأول وهو الأكثر شيوعاً: ناسور في المنطقة الواقعة بين المثانة والمهبل (Vesico-vaginal fistula).
- النوع الثاني وهو الأقل شيوعاً: ناسور في المنطقة الواقعة بين فتحة الشرج والمهبل (Recto – vaginal fistula).
ومن الجدير بالذكر أنه وفي حال نشأة الناسور بين فتحة الشرج والمهبل فغالباً تكون المرأة مصابة بالنوع الأول من ناسور الولادة كذلك.
عوامل الخطر
إن أكثر العوامل مساهمة في تطور ونشأة هذه المشكلة الصحية هي:
1- العامل الرئيسي
المخاض الطبيعي المتعسر لأيام متتالية دون الحصول على التدخل الطبي اللازم، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن غالبية النساء اللواتي يصبن بناسور الولادة يستمر المخاض لديهن 3.8 أيام بالمعدل.
2- عوامل أخرى
هذه هي العوامل الأخرى التي تزيد من فرص الإصابة:
- إنجاب الفتاة لطفلها الأول في سن صغيرة.
- خلل في التناسب الرأسي الحوضي (Cephalo-pelvic disproportion) لدى المرأة وذلك بسبب:
- سوء التغذية.
- عدم حصولها على كفايتها من الكالسيوم وفيتامين د، ما قد يسبب لديها تشوهات في الحوض.
- كتلة جسم الجنين كبيرة، أو أن طريقةتموضع الجنين في الرحم ليست مناسبة لعملية الولادة.
- تعرض الحامل لعملية ختان في الصغر.
- قد ينشأ ناسور الولادة عن إصابة المرأةبالسرطان أو تعرضها للأشعة خلال علاج السرطان، أو نتيجة إجراء جراحي مهبلي غير ناجح تماماً.
- من الممكن أن ينشأ ناسور الولادة عن عنف جنسي تعرضت له المرأة، أو عن إصابتها بمرض منقول جنسياً مثل مرض الورم الحبيبي اللمفي.
علاقة نسب الإصابة بعمر المرأة
تشير معظم الدراسات إلى التالي:
- معدل عمر المرأة عند الإصابة بناسور الولادة هو 22-23 عاماً، ولكن هذا لا يمنع أن العديد من حالات الإصابة تحدث بين فتيات تتراوح أعمارهن بين 13-14 عاماً.
- قد تصاب المرأة بناسور الولادة في عمر 35 – 40 عاماً، وذلك لأن معدل وزن الجنين يميل للزيادة مع تقدم المرأة في العمر وإنجابها العديد من الأطفال قبل الطفل الحالي.
مضاعفات صحية أخرى محتملة
قد يتسبب ناسور الولادة بالعديد من المضاعفات الصحية للمرأة، منها:
- الإصابة بسلس البول أو سلس الغائط.
- الإصابة بالتهاب الحويضة والكلية (Chronic pyelonephritis)، أو موه الكلية(Hydronephrosis)، أو الحصى في المثانة.
- الإصابة بالفشل الكلوي.
- الإصابة ببعض الجروح المهبلية الداخلية وعسر الجماع.
- الإصابة بالتهاب الحوض، وانقطاع الطمث، والعقم.
- الإصابة بالتهاب عظم العانة.
- الإصابة بحالة الضفيرة القطنية (Lumbar plexus) أو تلف الأعصاب الشظوية (Peroneal nerve damage)، أو فقدان القدرة على التحكم بالنصف السفلي من الجسم تدريجياً.
مضاعفات نفسية ومجتمعية محتملة
قد يتسبب ناسور الولاد بمجموعة من المضاعفات النفسية والمجتمعية، وهذه أهمها:
- الاكتئاب والقلق.
- النبذ الاجتماعي (إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 50% من النساء اللواتي يصبن بناسور الولادة يتركهن الزوج).
- عدم القدرة على إيجاد عمل أو وظيفة.
كيف نستطيع إيقاف هذه الظاهرة؟
هناك مجموعة من الخطوات التي من الممكن اتباعها بهدف إيقاف هذه الظاهرة:
- تأخير سن الزواج والإنجاب للمرأة.
- تعليم المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
- التغذية الجيدة ومنذ سن مبكرة.
- الاستعداد لعملية الولادة واتخاذ كافة الإجراءات الطبية حال الحاجة لها وبسرعة في عيادات ومشافي متخصصة ومع أطباء على أهبة الاستعداد دون تأخير.
- تطوير وعي مجتمعي بشأن هذه الحالة المرضية خاصة في الدول الفقيرة.