صحة عامة

أعراض الجلطة الدماغية التي يجب الإنتباه لها

تحدُث السكتة الدماغية عندما تنقطع إمدادات الدم إلى جزء من الدماغ أو تنخفض؛ مما يمنع أنسجة الدماغ من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية. تبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق.

السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة، والعلاج الفوري أمر بالغ الأهمية. يُمكن للعلاج المبكِّر أن يُقلِّل من تَلَف الدماغ والمضاعفات الأخرى.

الخبر السار هو أنه يُمكن للعلاجات الفعالة أن تُساعد أيضًا في منع الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية.

 

 

 

الأعراض

إذا كانت لديك أنت أو أي شخص آخَر سكتة دماغية، فأَوْلي اهتمامًا خاصًّا بالوقت الذي بدأتْ فيه الأعراض. تكون بعض خيارات العلاج أكثر فاعليةً عندما تُقدَّم بعد فترة قصيرة من بدء السكتة الدماغية.

تشمل مؤشرات وأعراض السكتة الدماغية ما يلي:

  • مشكلة في التحدث وفهم ما يقوله الآخرون. قد تتعرَّض للاضطراب أو تتحدَّث بغير وضوح أو تواجِه صعوبة في فهم الكلام.
  • قد يحدث شلل أو خَدَر بالوجه أو الذراع أو الساق. قد تُصاب بخَدَر مفاجئ، أو ضَعْف أو شلل بوجهك، أو ذراعك أو ساقك. غالبًا ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم. حاوِلْ رَفْع كلتا ذراعَيْك فوق رأسك في نفس الوقت. إذا بدأت إحدى ذراعَيْك بالسقوط، فربما تكون مصابًا بسكتة دماغية. أيضًا قد يهبط أحد جانبي الفم عند محاوَلة الابتسام.
  • مشاكل في الإبصار في عين واحدة أو كلتا العينين. قد تشعر فجأةً بتَغيُّم الرؤية أو رؤية سوداء بإحدى العينين أو كلتيهما، أو ربما تشعر برؤية مزدوجة.

 

 

 

  • الصُّداع. قد تشير الإصابة بصداع مفاجئ وشديد، قد يكون مصحوبًا بالقيء، أو الدوار أو تغيُّر في الوعي، إلى أنك مصاب بسكتة دماغية.
  • صعوبة في المشي. قد تتعثر أو تفقد اتِّزانك. قد تعاني أيضًا من ترنُّح أو دوخة مفاجئة.

 

 

 

متى تزور الطبيب؟

ابحث عن رعاية طبية فورية إذا لاحظت أي مؤشرات أو أعراض لسكتة دماغية، حتى لو بدا أنها تأتي وتذهب أو تختفي تمامًا. فكِّر بطريقة “FAST”، وقم بالآتي:

  • الوجه. اطلب من الشخص أن يبتسم. هل يتدلى جانب واحد من الوجه؟
  • الأذرع. اطلب من الشخص رفع كلتا ذراعيه. هل تنحدر ذراع واحدة نحو الأسفل؟ أم أنه غير قادر على رفع ذراع واحدة؟
  • الكلام (النطق). اطلب من الشخص تَكرار عبارة بسيطة. هل طريقة كلامه مشوَّشة أو غريبة؟
  • الوقت. إذا لاحظت أيًّا من هذه المؤشرات، فاتصل بالرقم 911 أو المساعدة الطبية الطارئة على الفور.

 

 

 

اتصل على الفور برَقْم الطوارئ المحلي. ولا تنتظر حتى ترى هل ستتوقف الأعراض أم لا. كل دقيقة لها أهميتها. كلما طال وقت عدم معالجة السكتة الدماغية، زادت احتمالية الإصابة بتلف الدماغ والعجز.

 

 

 

في حالة وجودكَ مع شخص تشُكُّ في إصابته بسكتة دماغية، فقط راقِبْه بعناية أثناء انتظار المساعدة الطارئة.

 

 

 

الأسباب

يُوجد سببان رئيسيان للسكتة الدماغية: نتيجة لانسداد شريان (سكتة دماغية إقفارية) أو تسرُّب أحد الأوعية الدموية أو انفجارها (سكتة دماغية نزفية). قد يُصاب بعض الأشخاص بانخفاض مُؤقَّت في تدفُّق الدم إلى الدماغ، ويُعرَف بالنوبة الإقفارية العابرة أو TIA، ولا تُسبِّب أعراضًا دائمة.

 

 

 

السكتة الدماغية الإقفارية

السكتة الدماغية الإقفارية

السكتة الإقفاريةافتح مربع الحوار المنبثق

وهو من أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعًا. وتحدث عندما تصبح الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم ضيقة أو مسدودة، مما يتسبب في انخفاض شديد في تدفق الدم (الإقفار). يحدث انسداد أو تضيُّق الأوعية الدموية نتيجة تراكُم الرواسب الدُّهنية بها، أو الجلطات الدموية، أو البقايا الأخرى الجارية في مجرى الدم وتستقر في أحد الأوعية الدموية بالمخ.

 

 

 

السكتة الدماغية النزفية

تَحدُث السكتة الدماغية النزفية عندما يحدث تسريب من الأوعية الدموية في الدماغ أو تتمزَّق. يُمكن أن تَنتُج حالات النزف داخل الدماغ عن العديد من الحالات التي تُؤثِّر على الأوعية الدموية. تشمل العوامل المتعلِّقة بالسكتة الدماغية النزفية ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط
  • العلاج الزائد بمميعات الدم (مضادات التخثُّر)
  • انتفاخات في نقاط ضعيفة في جدران الأوعية الدموية (تمدُّد الأوعية الدموية)
  • إصابة جسدية (مثل حادث سيارة)
  • رواسب بروتينية في جدران الأوعية الدموية تُؤدِّي إلى ضعف في جدار الأوعية (الاعتلال الوعائي النَّشَوانِي بالدماغ)
  • السكتة الدماغية الإقفارية تُؤدِّي إلى نزيف

السبب الأقلُّ شيوعًا للنزيف في الدماغ هو تمزُّق تشابُك غير طبيعي للأوعية الدموية الرقيقة الجدران (التشوُّه الشرياني الوريدي).

 

 

 

النوبة الإقفارية العابرة (TIA)

النوبة الإقفارية العابرة (TIA) — والتي تُعرَف أحيانًا بالسكتة المُصغَّرة — هي فترة قصيرة من الأعراض تُشبِه تلك الخاصة بالسكتة الدماغية. لا تُؤدِّي النوبة الإقفارية العابرة إلى تَلَف دائم. تَنْتُج عن الانخفاض المؤقَّت في إمداد الدم لجزء من الدماغ، والذي قد يستمرُّ لخمس دقائق.

مثل السكتة الدماغية الإقفارية، تَحدُث النوبة الإقفارية العابرة عندما تتسبَّب جلطة دموية أو بقايا خلوية في تقليل أو انسداد التدفُّق الدموي لجزء ما من جهازكَ العصبي.

اطلُبِ الرعاية الطارئة حتى لو كنتَ تعتقد أن لديكَ نوبة إقفارية عابرة لأن أعراضكَ تحسَّنَتْ. من المستحيل معرفة ما إذا كنتَ لديكَ سكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة اعتمادًا على الأعراض فقط. إذا أُصِبْتَ بـ النوبة الإقفارية العابرة، فإن ذلك يَعني وجود شريان يُؤَدِّي إلى المخ مسدود جزئيًّا أو ضِّيق. تَزيد الإصابة بـ النوبة الإقفارية العابرة من خطر الإصابة بسكتة دماغية كاملة في وقت لاحق.

 

 

 

عوامل الخطر

هناك عوامل كثيرة يُمكن أن تَزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. تشمل عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية التي يُمكن علاجها:

عوامل خطر الأنماط الحياتية

  • زيادة الوزن أو السِّمنة
  • قِلَّة النشاط البدني
  • شُرْب الكحوليات أو الإفراط في الشرب
  • استخدام العقاقير الممنوعة مثل الكوكايين أو الميثامفيتامين

 

 

 

عوامل الخطر الطبية

  • ارتفاع ضغط الدم
  • تدخين السجائر أو التعرُّض للتدخين السلبي
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول
  • داء السُّكَّري
  • انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي
  • أمراض القلب الوعائية، بما في ذلك قصور القلب أو عيوب القلب أو عدوى القلب أو إيقاع القلب غير الطبيعي، مثل الرجفان الأُذَيْني
  • تاريخ شخصي أو عائلي من السكتات الدماغية أو النوبات القلبية أو نوبة نقص التروية العابرة

 

 

 

تشمل العوامل الأخرى المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ما يلي:

  • العمر — تتعرض الفئة العمرية 55 عامًا فأكثر لخطر السكتة الدماغية أكثر من الصغار.
  • العِرق — يتعرَّض الأمريكان من أصول أفريقية لخطر السكتة الدماغية أكثر من الأعراق الأخرى.
  • الجنس — يتعرَّض الرجال لخطر السكتة الدماغية أكثر من النساء. عادة ما تكون النساء أكبر سنًّا عندما يُصَبن بالسكتات الدماغية، وهن أكثر عُرضةً للوفاة بالسكتات الدماغية أكثر من الرجال.
  • الهرمونات — استخدام حبوب منع الحمل أو العلاجات الهرمونية التي تحتوي على هرمون الإِسْترُوجِينْ يزيد من خطر.

 

 

 

المضاعفات

يُمكن أن تُسبب السكتة الدماغية في بعض الأحيان إعاقات مؤقتة أو دائمة، بناءً على المدة التي يَفتقر فيها الدماغ لتدفُّق الدم وحسب الجزء المُصاب. قد تتضمن المضاعفات ما يلي:

  • الشلل أو فقدان حركة العضلات. قد تُصبِح مصابًا بالشلل في جانب واحد في جسمك، أو قد تَفقد السيطرة على بعض العضلات، مثل العضلات الموجودة في جانب واحد من الوجه أو في ذراع واحدة.
  • صعوبة التحدُّث أو البلع. قد تؤثِّر السكتة الدماغية على التحكم في حركة عضلات الفم والحلق، مما يصعب عليك التحدث بوضوح، أو البلع أو تناول الطعام. كما قد تُصاب بصعوبة في اللغة، بما في ذلك التحدث أو فهم الكلام أو القراءة أو الكتابة.
  • فقدان الذاكرة أو صعوبات التفكير. يشعر العديد من الأفراد الذين أُصيبوا بسكتات دماغية بفقدان للذاكرة إلى حدٍّ ما. قد يُصاب آخرون بصعوبة في التفكير والتعقُّل وإصدار الأحكام وفهم المصطلحات.
  • المشاكل الانفعالية. قد يواجه الأشخاص الذين أُصيبوا بسكتات دماغية صعوبة أكثر في السيطرة على انفعالاتهم، أو قد يُصابون باكتئاب.
  • الألم. قد يَشعر الأشخاص الذين أُصيبوا بسكتة دماغية بألم أو تنميل أو أحاسيس غريبة أخرى في بعض أجزاء من أجسامهم. على سبيل المثال، إذا تَسببت السكتة الدماغية في فقد الإحساس بذراعك الأيسر، فقد تشعر بوخز غير مريح في هذه الذراع.
  • التغيرات في السلوك والقدرة على رعاية الذات. قد يصبح الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية انعزالًا عن الناس. قد يَحتاجون إلى مساعدة في الاعتناء بأنفسهم وأداء مهامهم اليومية.

 

 

 

الوقاية

معرفة عوامل الخطر لديكَ، واتباع توصيات طبيبكَ واعتماد نمط حياة صحيٍّ هي أفضل الخطوات التي يُمكِنكَ اتخاذها للوقاية من السكتة الدماغية. إذا كنتَ تعرضتَ لسكتةٍ دماغيةٍ أو نوبة إقفارية عابرة (TIA)، فقد تساعدكَ تلك التدابير لمنع حدوث سكتةٍ دماغيةٍ أخرى. قد تلعب الرعاية التفقدية التي تتلقَّاها في المستشفى وبعد خروجك منها دورًا أيضًا.

العديد من طُرُق الوقاية من السكتة الدماغية هي نفسها المُتَّبَعة للوقاية من مرض القلب. تشمل التوصيات لنمط حياة صحيٍّ عامةً ما يلي:

 

 

 

  • ضبط ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم). هذا واحد من أهم الأشياء التي يُمكِنكَ القيام بها لتقليل خطر تعرُّضكَ للسكتة الدماغية. إذا كنتَ تعرَّضتَ لسكتة دماغية سابقة، فقد يُساعِد خفض ضغط الدم في الوقاية من النوبة الإقفارية العابرة أو السكتة الدماغية لاحقًا. غالبًا ما تستخدم تغييرات نمط الحياة الصحية والأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
  • خفض كمِّيَّة الكوليسترول والدهون المُشبَّعة في نظامكَ الغذائيِّ. قد يقلِّل تناول كميات أقل من الكوليسترول والدهون، وخاصة الدهون المشبَّعة والدهون غير المشبَّعة، من تراكم الدهون بالشرايين. إذا لم تستطع التحكُّم في الكوليسترول الخاص بكَ من خلال تغييرات النظام الغذائيِّ وحده، فمن المُرجَّح أن يُوصِي الطبيب بأدوية خفض الكوليسترول.
  • أقلِع عن استخدام التبغ بأنواعه. يَزيد التدخين من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المُدخِّنين وغير المدخِّنين الذين يتعرَّضون للتدخين السلبيِّ. يُقلِّل الإقلاع عن استخدام التبغ من خطر إصابتكَ بسكتةٍ دماغية.
  • إدارة مرض السُّكَّري. الحِمْيَة والتمارين الرياضية وفقدان الوزن يمكن أن تساعدك على الحفاظ على نسبة السكر في الدم في مجموعة صحية. إذا لم تكن عوامل نمط الحياة كافية للسيطرة على مرض السُّكَّري لديك، فقد يَصِفُ لك الطبيب دواء لمرض السُّكَّري.
  • الحفاظ على وزن صحي. يُساهِم زيادة الوزن في وجود عوامل خطر أخرى للإصابة بالسكتة الدماغية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب الوعائية، وداء السُّكَّري.
  • اتِّباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضراوات. قد يُقلص اتباع نظام غذائي يحتوي على خمس حصص أو أكثر يوميًّا من الفواكه أو الخضراوات من خطر إصابتكَ بسكتةٍ دماغية. قد يكون النظام الغذائي المتوسِّطي، الذي يركز على زيت الزيتون والفواكه والمكسرات والخضراوات والحبوب الكاملة، مفيدًا.
  • ممارسة الرياضة بانتظام. التمارين الهوائية تقلِّل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بعدة طُرُق. التمرينات يمكن أن تقلِّل من ضغط الدم، وتزيد من مستويات الكوليسترول الجيد، وتحسِّن الصحة العامة للأوعية الدموية والقلب. وهذا يساعدكَ أيضًا على فقد الوزن، وضبط داء السُّكَّري والحدِّ من التوتُّر. مارس تدريجيًّا ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل — مثل المشي أو الركض أو السباحة أو ركوب الدراجات — في معظم أيام الأسبوع، إن لم يكن كلها.
  • تناول الكحول باعتدال، إذا كنت تتناوله. حيث يَزيد استهلاك الكحول بكميات كبيرة من خطر ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالسكتات الدماغية الإقفارية، والسكتات الدماغية النزفية. كما قد يتفاعل الكحول أيضًا مع أدوية أخرى تتناولها. ومن ناحية أخرى، قد يُساعِد شرب كميات صغيرة إلى متوسِّطة من الكحول، مثل مشروب واحد في اليوم، في منع السكتة الدماغية، ويُقلِّل الميل لتكوُّن جلطات الدم. تَحدَّثْ مع طبيبكَ بشأن ما يلائمك.
  • علاج انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي (OSA). قد يوصي طبيبك بإجراء دراسة للنوم إذا كانت لديك أعراض انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي – وهو اضطراب في النوم يؤدِّي إلى توقف التَّنَفُّس لفترات قصيرة بشكل متكرِّر أثناء النوم. يتضمن علاج انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي جهازًا يوفر ضغطًا إيجابيًّا في مجرى الهواء من خلال قناع لإبقاء مجرى الهواء مفتوحًا أثناء النوم.
  • تجنُّب المخدِّرات. بعض مخدِّرات الشارع، مثل الكوكايين والميثامفيتامين هي عوامل خطر أساسية للإصابة بالنوبة الإقفارية العابرة أو السكتة الدماغية.

 

 

 

مقالات ذات صلة