أوميغا 3، فوائدها، مصادرها ومخاطر نقصها
لقد ثبتت فاعلية المكملات الغذائية اوميغا 3 في الوقاية من عدة أمراض وفي علاجها، وفي الحد من أعراض التهاب المفاصل.
من منا لم يسمع عن أوميغا 3 وفوائدها للجسم؟ دعنا نعرفك عليها وعلى ما أثبتته الدراسات حول فوائدها:
ما هي أوميغا 3؟
تعتبر الأحماض الدهنية من نوع اوميغا 3 أحد العناصر الحيوية جداً. لكن، ولأن جسمنا لا يقوم بإنتاجها، فإنه يحتاج للحصول عليها من الغذاء ومن المكملات الغذائية.
يشير الاسم “اوميغا” إلى مكان الرابط المزدوج الأول في سلسلة الحمض الدهني، عندما يكون الرباط المزدوج الأول موجودا في المكان الثالث، يسمى الحمض الدهني باسم “الاوميغا 3”.
أوميغا 3 الموجودة في الأسماك هي المادة المسؤولة عن إنتاج الكثير من المواد التي تحافظ على توازن الكثير من العمليات في جسمنا، ومنها:
- ضغط الدم.
- حرارة الجسم.
- الالتهابات.
- الأورام.
- الألم.
- تخثر الدم.
- أمراض الحساسية.
كذلك فإن اوميغا 3 هي من المكملات الهامة جداً للأطفال والرضع، وذلك بسبب الدور الهام الذي تلعبه في النمو السليم للدماغ (حتى خلال المرحلة الجنينية في الرحم).
كما تلعب دوراً لا يقل أهمية بالنسبة للأطفال المصابين بصعوبات التعلم واضطرابات التركيز وحتى الاضطرابات السلوكية، حيث أن زيادة استهلاك مادة اوميغا 3 يحسن حالتهم بشكل كبير.
فوائد الأوميغا 3
إليك ما جاء في بعض الدراسات حول فوائد الاوميغا 3 وأهميتها:مواضيع ذات علاقة
1- تعزيز صحة القلب
أثبتت العديد من الأبحاث أن زيادة استهلاك زيت السمك تقلل من عوامل الخطر للإصابة بأمراض الأوعية الدموية في القلب.
وفي إحدى الأبحاث التي استغرقت 3.5 سنوات وشمل أكثر من 11 ألف رجل كانوا أصيبوا بنوبة قلبية، تبين أن أوميغا3 قللت كثيراً من مخاطر التعرض للسكتة الدماغية والموت.
كذلك، يقلل إعطاء زيت السمك إلى حد كبير من مخاطر الإصابة بقصور القلب، ويزيد من تنوع (تغييرات) نبض القلب ويؤدي لانخفاض معدل الوفيات.
كما أنه يؤثر بشكل إيجابي على وظيفة البطانة القلبية، ويساهم في الحد من العناصر المحفزة للالتهاب، ويقلل من احتمالات الإصابة بالرجفان البطيني.
2- خفض مستويات الدهون الثلاثية
يحد أوميغا 3 من اقتران الصفائح الدموية ويحمي من تصلب الشرايين، ويقلل زيت السمك من كميات الدهون ثلاثية الغليسيريد، التي تعتبر عاملاً يسبب الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.
وقد تبين أن العلاج بزيت السمك (جرعة تتراوح بين 3 و 4 غرامات في اليوم الواحد)، أدى إلى خفض مستوى الدهون ثلاثية الغليسيريد بنسبة 45%.
وفي بحث اخر، أعطيت فيه نفس الجرعة من أوميغا 3 بإضافة 10 – 40 ملغرام من مادة السيمواستاتين في اليوم الواحد، انخفضت الدهون الثلاثية بنسبة تتراوح بين 20% – 30% إضافية.
3- تقليل خطر الولادة المبكرة
أظهرت الأبحاث أن الحوامل اللواتي كن عرضة لخطر الولادة المبكرة وتم علاجهن بجرعة من زيت السمك تبلغ 2.7 جرام في اليوم، عانين بشكل أقل من تحقق الولادة المبكرة.
إذ استمر الحمل فترة أطول بنحو 8.5 يوم، وكان وزن مواليدهن أعلى بـ 200 جرام مقارنة بمواليد النساء اللاتي تلقين “دواءً وهميا”، وتنقل الحامل حمض أوميغا 3 لجنينها.
قد يؤدي نقص استهلاك اوميغا 3 أثناء الحمل، إلى نقص الـ (DHA) لدى المرأة الحامل، ما قد يزيد من احتمالات الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
4- مكافحة الاكتئاب
تعمل مادة اوميغا 3 على إصلاح الاضطرابات التي تصيب عملية نقل الإشارات بين الخلايا مسببة الاكتئاب، وأظهرت عدة أبحاث العلاقة بين استهلاك اوميغا 3 والاكتئاب، فتبين أنه:
- كلما زاد استهلاك الأسماك ومنتجاتها، ينخفض معدل الإصابة باضطرابات الاكتئاب.
- كلما زاد استهلاك اوميغا 3، فإن نسبة الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة عند النساء والاضطرابات السلوكية تصبح أقل.
العلاج باوميغا 3 مفيد لمرضى الاكتئاب الذين لا يستجيبون لمضادات الاكتئاب، وأظهرت نتائج البحث أن إضافة جرام من اوميغا 3 مفيد لمرضى الاكتئاب الذين لم يستجيبوا للعقاقير التقليدية.
5- علاج الالتهاب
ثبتت فاعلية الحمض الدهني اوميغا 3 في الوقاية من عدة أمراض وعلاجها، وتشير عدة دراسات إلى الدور الأساسي الذي تلعبه الأوميغا 3 في بعض حالات الالتهاب، حيث:
- تحفز زيادة استهلاك اوميغا 3 ردة فعل مضادة للالتهابات وتخفف بشكل كبير من أعراضه.
- كما أنها تحسن حالة المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل، وتوفر عليهم استخدام المسكنات والعقاقير المضادة للالتهاب (NSAID’s).
- تساهم اوميغا 3 بمنع إنتاج المركبات المحفزة للالتهاب، وتقلل أعراض التهاب المفاصل والامها وتصلبها خلال ساعات الصباح.
6- تعزيز صحة الدماغ
إن تزويد الجسم بكفايته من اوميغا 3 بانتظام هو أمر هام للحفاظ على الدماغ وحمايته خلال الحياة، كما يحد من تدهور وتراجع القدرات المعرفية (الذهنية والتفكيرية) في الشيخوخة.
تبلغ نسبة المواد الدهنية في الدماغ نحو 60%، وأكثر أنواع الأحماض الدهنية انتشاراً ووجودًا في الدماغ هو الاوميغا 3.
مع التقدم بالسن، يبدأ مستوى اوميغا 3 في خلايا الدماغ بالانخفاض، لذا فإن إضافتها إلى النظام الغذائي يصبح أمراً ضرورياً.
تؤدي التغذية التي تفتقر للاوميغا 3 إلى زيادة مخاطر واحتمالات الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
بالمقابل، يزيد الاستهلاك اليومي للأطعمة الغنية بالاوميغا 3 (مثل زيت السمك) كمية خلايا الدم الحمراء، وبإمكانه أن يحسن الأداء الذهني والتفكيري في فترة الشيخوخة.
وقد تبين أن أحد الاضطرابات المعرفية قد يتعلق بانخفاض مستويات هورمون السيروتونين، ما قد يعود لوجود نقص بمادة الاوميغا 3، ومن الممكن أن يسبب عدة أمراض، منها:
- الـ (ADHD).
- التليف الكيسي.
- الاكتئاب.
- مرض الزهايمر.
مصادر الاوميغا 3
يتم إنتاج الأحماض الدهنية أوميغا 3 في الطبيعة، وأهم من يقوم بإنتاجها هم:
- “العوالق” (أو البلانكتونات -Plankton – وهي مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة النباتية والحيوانية).
- أسماك البحر بشكل أساسي. وتحتوي الأسماك التي تتناول غذاءً غنيا بالاوميغا 3 على زيت يعتبر هو الاخر غنيا بهذه المادة.
يتأثر تركيز الأحماض في الأسماك بالعوامل التالية:
- نوعية غذائها.
- منطقة نموها وحياتها (منشات تربية الأسماك أو بيئتها الطبيعية كالبحار والأنهار).
- الجزء الذي يتم أكله من جسم السمكة.
- موسم الصيد.
مخاطر نقص اوميغا 3
يعتبر نقص الأحماض الدهنية اوميغا 3 أحد العوامل التي تميز أنماط التغذية الغربية، ويؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض التي باتت معروفة باسم “أمراض الغرب”، مثل:
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- مرض سكري البالغين.
بإمكان تناول حمض الاوميغا 3 أن يمنع حدوث الالتهابات، ويحافظ على صحة الدماغ والقلب والأوعية الدموية، بالإضافة لتقوية جهاز المناعة.