ما لا تعرفه عن الترامادول !!
ما لا تعرفه عن الترامادول
الترامادول، ربما سمع الكثير منكم عن هذا العقار، ولن ألوم أحدًا إذا ما تبادر إلى ذهنه عند سماع هذا الاسم “الإدمان” أو “الموت” لأن هذا –ومع الأسف- أصبح صحيحًا في مجتمعنا الحاضر. ولكن وراء كل واقع حكاية، وفيما يلي سوف نستعرض لكم قصة هذا العقار.
المحتويات
1 ما هو الترامادول؟
1.1 مسكنات الألم تنقسم إلى ثلاثة مجموعات(2):
2 ما معنى مسكن أفيوني؟
3 كيف يعمل الترامادول؟
4 ما القصة وراء الترامادول؟
5 ما هي مخاطر استخدام الترامادول؟
6 هل يوجد إستخدامات أخرى للترامادول؟
7 هل يجب منع تداول الترامادول في الأسوق الطبية؟
ما هو الترامادول؟
الترامادول –و بكل بساطة- مُسكن ألم مركزي مُصنّع يعمل على مُستقبلات المورفين.(1)
مسكنات الألم تنقسم إلى ثلاثة مجموعات(2):
المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول المعروف تجارباً بالبانادول.
مضادات الإلتهاب اللاستيرودية و أشهرها مادة الأيبوبروفين المعرفة تجارياً بالبروفين.
و أخيراً و الأقوى بينهم: المسكنات الأفيونية و التي يتبع لها الترامادول.
ما معنى مسكن أفيوني؟
المسكنات الأفيونية هي أي مادة كيميائية تشبه المورفين أو أيًا من الأفيونيات في مفعوله الدوائي. أشباه الأفيونيات ترتبط بمستقبلات الأفيونيات والتي توجد في الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي والقناة الهضمية. السؤال الذي ربما تبادر لذهنك عزيزي القارئ هو “لماذا يوجد مستقبلات أفيونية في جسم الإنسان؟” والإجابة هي لأن جسم الإنسان يُنتج مواد تشبه المورفين مثل: الإيندورفين والإينكيفالين والدينورفين وغيرهم من المواد التى تعمل على هذه المستقبلات.
سبب تواجد مثل هذه المواد هو رفع مستوى تحمل الألم عند الإنسان، أي أنه في غياب هذا المواد سوف تشعر بألمٍ بالغ عندما تتعرض لأبسط حادث. ولنضرب مثال على ذلك بوخدة الدبوس التي –عادةً- لا تشعر بها بسبب المورفينات التي يُنتجها جسمك والتي في حالة غيابها قد تشعر بألم يساوي ألم طعنة سيف. والجدير بالذكر أن الجسم ينتج أيضًا المورفين والكودايين. بعد إثباط المسكنات الأفيونية بمستقبلاتها، تعمل هذه المواد على تقليل الاستثارة العصبية والتي بدورها تستخدم لتسكين الألم في الحالات المستعصية من الألم الحاد مثل مرضى الأورام الخبيثة والمغص الكلوي. (3)
كيف يعمل الترامادول؟
كما سبق أن ذكرنا أن الترامادول يتبع مجموعة المسكنات الأفيونية، وبالتالي يمكننا أن نستنتج أن لديه نفس طريقة العمل بتقليل إستثارة الخلايا العصبية. ولكن يوجد لديه آلية عمل أخرى وهي منع إعادة إدخال السيروتونين والنورابينفرين داخل النهايات العصبية، وبذلك يزيد نسبة هذه المواد في الدم والتي أيضاً تعمل بشكل فعال على تخفيف الألم. (4)
ما القصة وراء الترامادول؟
طورت إحدى الشركات الألمانية المتخصصة في علاج الألم (Grünenthal GmbH) هذا العقار عام 1962 وتم اختباره لمدة 15 عامًا قبل الموافقة على طرحه في سوق ألمانيا الشرقية عام 1977 تحت إسم ترامال. وبعد 20 عامًا بدأ يتنشر في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا وأُعتُبِر الدواء نجاحًا للشركة. في عام 1995 لم تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الترامادول من أدوية الجدول –هي أدوية في الأغلب لها قدرة كبيرة على التسبب في الإدمان بسبب إساءه إستخدامها من قبل بعض الناس ويتوجب على راغبها الحصول على موافقة الطبيب المعالج حتى يتم صرفها- ولكن أصدرت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية عام 2014 قرار بتتغيير حالة الترامادول إلى دواء خاضع للسيطرة لما تسبب بالكيثر من الوفيات بسبب استخدامه لأهداف غير طبية. فإلى جانب تخفيف الألم، يُساء استخدامه للشعور بالاسترخاء والهدوء والنشوة والخدر. (5)
ما هي مخاطر استخدام الترامادول؟
كأي دواء، يوجد أعراض جانبيه لاستخدامه حتى في الجرعات المسموحة. ولكن أخطرها في هذه الحالة هو ما يعرف بالاكتئاب التنفسي أي فقدان القدرة على التنفس مما يتسبب في الاختناق والموت.(6) ويوجد أيضًا العديد من الأعراض الأخرى و منها(7):
الدوار
آلام المعدة
ارتفاع مستوى السكر في الدم
الـقلق
تنميل في العضو الذكرى
الاكتئاب (على المدى الطويل)
جرعة زائدة من الترامادول (أكثر من 400 ملغ في جرعة واحدة) يمكن أن تسبب انهيارًا متبوعًا بتقلصات عضلية كبيرة، الأزمة تشبه عرضيًا الصرع.
الغثيان
جفاف الحلق
الإمساك
الصداع
ضعف عام
صعوبة في البلع
رعشة في الأطراف
الإدمان
الآثار الجانبية الرئيسية لعقار الترامادول. ويشير اللون الأحمر إلى أكثرها خطورة، وتحتاج إلى تدخل الطبيب.(8)
الآثار الجانبية الرئيسية لعقار الترامادول. ويشير اللون الأحمر إلى أكثرها خطورة، وتحتاج إلى تدخل الطبيب.(8)
هل يوجد إستخدامات أخرى للترامادول؟
والإجابة هنا نعم. لا يقتصر استخدام الترامادول على تسكين الألم فقط. بل قامت العديد من الأبحاث حول استخدامه كمضاد للاكتئاب وذلك يرجع إلى الآلية الثانية لعمله والتي سبق وأن تحدثنا عنها وهي منع إعادة إدخال السيروتونين والنورابينفرين داخل النهايات العصبية، وبذلك يزيد نسبة هذه المواد في الدم. وإجابةً للسؤال الذي حتمًا يتبادر لذهنك “ما هي أهمية هذه المواد في علاج الاكتئاب؟” فالاكتئاب مرض ينتج عن نقص مستوى هذه الناقلات العصبية في الدم، ومن ثم، إذا منعنا دخولها في النهايات العصبية، ستصبح متوفرة في الدم وتعالج أعراض هذا المرض. (9)
هل يجب منع تداول الترامادول في الأسوق الطبية؟
إن الترامادول دواء كسائر الأدوية، له استعمالاته التي قد لا يكون هناك بديل لها عند بعض المرضى. و في نهاية المطاف لكل عملة وجهان: أي دواء من الممكن أن يُساء إستعماله بأهداف غير طبية أو أخلاقية و هذا لا يعني الخوف منه و وجوب منعه. لهذا يوجد رقابة، ولكن ما نفعها إذا غابت الضمائر ونور العلم؟