عيون الراكون: مشكلة صحية غريبة
هل سمعت أو رأيت يوماً شخصاً يعاني من سواد غريب حول عينيه؟ ولا نعني بهذا الهالات السوداء أسفل العين، إنها حالة عيون الراكون، فما هي أسبابها؟ وكيف يتم علاجها؟ اقرأ المقال لتعرف أكثر.
عيون الراكون هي حالة صحية تظهر فيها حلقة سوداء كبيرة حول محيط العين، وغالباً ما يكون سببها واحدة من العديد من الحالات الصحية، والتي قد ينتج عنها نزيف داخلي في منطقة العين يتجسد على شكل عيون الراكون. وهذه الحالة الصحية لا يكون السبب فيها عادة أي مستحضرات تجميلية أو قلة النوم بل أمور أخرى أكثر خطورة، فلنتعرف عليها أكثر من هنا.
ما هي حالة عيون الراكون؟
في البداية، تعرف هذه الحالة طبياً باسم كدمة محيط الحجاج (Periorbital ecchymosis)، وهي بالعادة تكون على شكل كدمة تحيط بمنطقة العين وتتميز بالتباين اللوني لتشبه إلى حد ما الهالات السوداء.
وتنتج الكدمات الظاهرة عن تجمع الدم في الأنسجة المحيطة بمنطقة العين، الأمر الذي يسبب اختلافاً لونياً في الكدمة لتتحول تدريجياً من الأحمر إلى الأرجواني الداكن، ويعتمد حجم الكدمة الظاهرة على سبب ونوع الإصابة.
وبالعادة تكون عيون الراكون علامة على حالة صحية خطيرة يجب التعامل معها بشكل فوري.
أسباب الإصابة بعيون الراكون
بالعادة قد يتسبب المرور بظروف عصيبة أو الإصابة بكسر أو شعر بنشأة عيون الراكون، وقد تساهم حالات عديدة في الإصابة بعيون الراكون مثل:
1- كسر قاعدة الجمجمة
تعتبر الكسور في قاعدة الجمجمة أكثر أسباب حالة عيون الراكون شيوعاً، وهنا تكون عظام قاعدة الجمجمة مصابة بنوع من الكسور بما في ذلك أجزاء مثل العظم الصدغي والعظم القذالي والعظم الوتدي والعظم الغربالي. وأسباب حدوث هذه الكسور كثيرة ومتنوعة، مثل:
- حوادث السيارات.
- السقوط من مكان عالي.
- الجروح والإصابات الرياضية.
وأحياناً، قد لا تظهر هذه الكسور في صور الأشعة السينية بشكل واضح، وتبدأ عيون الراكون بالظهور بعد الإصابة عادة بساعات أو حتى أيام، فلا يتمكن الأطباء من تشخيصها من البداية.
2- جراحة حج القحف
قد تتسبب عمليات الدماغ الجراحية مثل عملية جراحة حج القحف، بالإصابة بعيون الراكون، وهي جراحة يقوم فيها الأطباء بإزالة جزء من عظام الجمجمة مؤقتاً ليصبح الدماغ مكشوفاً قبل أن يقوموا بإعادة ترميم الجمجمة واستبدال العظم الذي تمت إزالته، وهنا قد يحدث نزيف نتيجة لتمزق يحصل في السحايا، الأمر الذي قد يتسبب بنشأة عيون الراكون.
3- كسور في الوجه
غالباً سوف يصاب المريض بعيون الراكون إذا تعرضت العظام الموجودة في منطقة محيط العين إلى كسور، وهي الكدمات السوداء التقليدية التي قد تظهر حول العينين أو إحداهما نتيجة حدوث أي كسر في عظام الوجه، مثل كسور الأنف أو عظام الوجنتين.
4- الداء النشواني
يصاب الإنسان بهذا المرض عندما يبدأ بروتين غريب يسمى بروتين أميلويد (Amyloid) بالتراكم في أعضاء الجسم المختلفة، وإذا حدث وتراكم هذا البروتين في الشعيرات الدموية، قد يتسبب هذا بإضعافها وتمزيقها، وهنا سوف تحفز أمور بسيطة يقوم بها الإنسان ظهور عيون الراكون، مثل كحة بسيطة أو عطسة أو حتى فرك العينين.
وتختلف أعراض الداء النشواني كلياً تبعاً للمنطقة أو العضو الذي يتراكم فيه البروتين، لذا يميل المرض للتأثير بشكل مختلف على كل إنسان يصيبه.
5- أنواع معينة من السرطان
قد تتسبب أنواع معينة من السرطان مثل الورم الأرومي العصبي (Neuroblastoma) بالإصابة بعيون الراكون. والورم الأرومي العصبي هو نوع من السرطانات التي تصيب الخلايا العصبية قيد النمو، ومن الممكن إيجاده على امتداد منطقة الجهاز العصبي الودي، ويصيب هذا النوع من السرطانات عادة الأطفال.
6- عمليات تجميل الأنف
خلال هذا النوع من العمليات الجراحية التجميلية، يتم بالعادة إعادة تصميم منطقة الأنف بما فيها من عظام وغضاريف، يلجأ البعض لهذه العمليات إما لتحسين وظائف الأنف أو لأغراض تجميلية بحتة. وقد تكون عيون الراكون إحدى المضاعفات الناشئة عن القيام بهذا النوع من العمليات الجراحية.
7- أسباب أخرى
بعض الأسباب الأقل شيوعاً تشمل:
- الحساسية.
- اللوكيميا.
- الجراحات التجميلية.
- السركومة العضلية المخططة.
أعراض حالة عيون الراكون
تترافق حالة عيون الراكون عادة مع الأعراض التالية:
- انتفاخ الجفنين.
- ليونة في المنطقة المحيطة بالعين.
- تغير لوني في منطقة محيط العين.
- ظهور نوع مشابه من الكدمات في منطقة ما خلف الأذن.
- ظهور كدمات بعد فترة تتراوح من ساعات إلى أيام بعد التعرض لصدمة أو إصابة معينة.
- احمرار في العين أو حدوث نزف ما تحت الملتحمة.
- تغير في طريقة استقبال الحواس لما يحدث في الخارج، مثل فقدان السمع أو ضبابية الرؤيا أو انخفاض قدرات حاسة الشم.
- ألم وضعف في العضلات.
- ارتفاع في ضغط الدم وفي نبضات القلب.
أما إذا كان سبب الإصابة بعيون الراكون هو الورم الأرومي العصبي، فقد يرافق الإصابة بعيون الراكون ظهور الأعراض التالية:
- بؤبؤ عين متوسع وثابت.
- احمرار في العيون.
- ألم في العظام.
- صعوبة في تحريك العينين.
وفي حالة الأشخاص المصابين بالداء النشواني، قد تترافق عيون الراكون مع الأعراض التالية:
- ارتخاء في الجفون.
- جحوظ في العين.
- ألم شديد.
مضاعفات محتملة
قد تتسبب عيون الراكون بمضاعفات خطيرة إذا تم تركها دون توفير العلاج الضروري، مثل:
- التهاب السحايا.
- دم في العيون.
- شلل في الوجه أو عجز عن التحكم في عضلات الوجه المختلفة.
- تمدد الأوعية الدموية.
- نزيف في الدماغ.
- تسرب في السائل النخاعي.
- تشوهات في عظام الجمجمة.
العلاج
في العادة، لا تتم معالجة عيون الراكون بحد ذاتها، بل معالجة السبب وراءها والذي سوف يشفى الإنسان تلقائياً من عيون الراكون إذا شفي منها.