أمراض وعلاجاتها

داء الليشمانيا

داء الليشمانيا هو عبارة عن مرض طفيلي، يحدث بسبب طفيلي الليشمانيا. هذا الكائن يعيش عادةً، و يتطفل على ذباب الرمل الذي يحمل العدوى. تحدث الإصابة بداء الليشمانيا عن طريق لدغة ذبابة الرمل المصابة بالعدوى.

عادةً تعيش هذه الذبابة التي تحمل العدوى في البيئة الاستوائية و شبه الاستوائية. و قد حدثت حالات وفاة بسبب داء الليشمانيا في عدة مناطق من آسيا و شرق إفريقيا و جنوب أمريكا. المناطق المتضررة غالباً ما تكون بعيدة و غير مستقرة. و تحتوي على مصادر محدودة جداً لعلاج هذه الأمراض. و يطلق الأطباء على داء الليشمانيا أنه من أكثر الأمراض الاستوائية خطورةً. و يعتبر تصنيفه ثاني الأمراض الطفيلية بعد الملاريا المؤدي للوفاة!

أنواع داء الليشمانيا:

يأتي المرض على ثلاثة نماذج:

الليشمانيا الجلدية.
الليشمانيا المخاطية.
الليشمانيا الحشوية.

داء الليشمانيا الجلدي:

يسبب ظهور تقرحات جلدية. و هو أكثر أنواع داء الليشمانيا شيوعاً. قد لا يكون العلاج دائماً ضروري، و ذلك بالاعتماد على كل حالة و على صحة الشخص. إنما الخضوع للعلاج يسرّع عملية الشفاء و يمنع المضاعفات.

داء الليشمانيا المخاطي:

و هو نوع نادر من المرض. يعود السبب إلى النموذج الجلدي من الطفيلي. و قد يحدث بعد عدة شهور من شفاء التقرحات الجلدية.  في هذا النوع من الليشمانيا، ينتشر الطفيلي إلى الأنف و البلعوم و الفم. مما يؤدي لتلف جزئي أو كلي للأغشية المخاطية في هذه المناطق.

على الرغم من أن الليشمانيا المخاطية تُعتبر عادةً فرع من الليشمانيا الجلدية، لكنها أكثر خطورة. و لا يمكن شفاءها لوحدها، بل بحاجة دائماً لتلقّي العلاج المناسب.

داء الليشمانيا الحشوي:

و يعُرف أحياناً بالليشمانيا الجهازي أو مرض الكالازار أو الحمى السوداء. تحدث عادةً خلال شهرين إلى ثمانية أشهر بعد التعرض للدغة ذبابة الرمل. تعمل على إتلاف الأعضاء الداخلية مثل الطحال و الكبد. كما تؤثر على النخاع العظمي و الجهاز المناعي الداخلي. هذه الحالة غالباً قاتلة و غير قابلة للعلاج.

أسباب داء الليشمانيا:

كما ذكرتُ سابقاً يعود المرض إلى طفيليات خاصة من أنواع الليشمانيا. تتم انتقال العدوى عن طريق لدغة ذبابة الرمل.  يعيش الطفيلي و يتكاثر داخل أنثى ذبابة الرمل. هذه الحشرة أكثر نشاطاً في البيئة الرطبة خلال الأشهر الدافئة، و في الليل من الغسق إلى الفجر.

الحيوانات الأليفة مثل الكلاب و القطط قد تُعتبر بمثابة مخزن للطفيلي. و قد يحدث الانتقال من الحيوانات إلى ذبابة الرمل إلى الإنسان.

العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بداء الليشمانيا:

المكان الجغرافي:

يوجد هذا المرض في كل مكان من العالم، ما عدا أستراليا و القارة القطبية الجنوبية. بكل الأحوال حوالي 95% من حالات العدوى تحدث في: أمريكا، الشرق الأوسط، آسيا الوسطى، حوض البحر الأبيض المتوسط.

الظروف الاجتماعية و الاقتصادية:

بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، الفقر هو عامل حاسم للمرض. إن داء الليشمانيا غالباً ما يحدث في المناطق التي تتصف بما يلي:

سوء التغذية.
المجاعة.
قلة الموارد المالية.
حالات النزوح أو الهجرات الكبيرة و ظروف الحرب و التقلبات المناخية.

أعراض داء الليشمانيا:

قد يحمل الأشخاص بعض أنواع طفيلي الليشمانيا لفترة طويلة من الزمن، دون أن يصابوا بالمرض. تعتمد الأعراض على نوع المرض.

الليشمانيا الجلدية:

العَرض الأساسي هو ظهور تقرحات جلدية غير مؤلمة. تظهر هذه التقرحات بعد بضعة أسابيع من التعرض للدغة ذبابة الرمل. و تستمر لعدة أشهر أو ربما سنوات إذا لم تعالج بشكل جيد. و في بعض الأحيان قد لا تظهر الأعراض لعدة أشهر أو سنوات!

الليشمانيا المخاطية:

في هذا النوع من داء الليشمانيا، تظهر الأعراض عادةً خلال 1-5 سنوات من ظهور التقرحات الجلدية. حيث تبدأ هذه التقرحات في الظهور في الفم أيضاً و الأنف و على الشفتين. و بالإضافة لذلك تتضمن الأعراض التالية:

سيلان الأنف.
الرعاف.
صعوبة في التنفس.

الليشمانيا الحشوي:

في هذه الحالة من الليشمانيا قد لا تظهر الأعراض لعدة أشهر من لدغة ذبابة الرمل. في معظم الحالات تظهر الأعراض 2-6 أشهر بعد الإصابة بالعدوى. و تتضمن الأعراض الشائعة ما يلي:

انخفاض الوزن.
الشعور بالوهن و التعب.
ارتفاع درجة الحرارة و الإصابة بالحمى التي تستمر عدة أسابيع أو أشهر.
تضخم الطحال و الكبد.
انخفاض إنتاج خلايا الدم.
النزف.
انتفاخ الغدد الليمفاوية.
الإصابة بغيرها من العدوى.

غالباً ما يؤدي داء الليشمانيا الحشوي للوفاة خلال سنتين من الإصابة بالعدوى، إذا لم يتم الخضوع للعلاج بشكل فعال.

علاج داء الليشمانيا:

بشكل عام إذا كانت حالة المرض غير متقدمة، يمكن أن يتم العلاج في العيادات الخارجية. لكن يتطلب الأمر الزيارة اليومية لعيادة الطبيب للحصول على العلاج.

يتم استخدام العلاجات المتعددة للشفاء من داء الليشمانيا. فبالإضافة للأدوية الفموية و الحقن، يتم استخدام العلاجات الموضعية لبعض أنواع الليشمانيا. بما في ذلك:

العلاج بالتبريد.
العلاج بالحرارة الموضعية 40-42 درجة مئوية.
تطبيق عدة مستحضرات بارومومايسين المختلفة الموضعية، عادةً مادة اليوريا بنسبة 10-15%.

و من الأمور الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار:

الحصول على المضادات الحيوية لعلاج حالات العدوى البكتيرية في التقرحات.توفير الراحة التامة لمريض داء الليشمانيا الحشوي خاصةً و الحالات الشديدة من الليشمانيا الجلدي.اتباع حمية غذائية غنية بالبروتينات والسعرات الحرارية.العناية بالجروح و في بعض الحالات يحتاج المريض لنقل الدم.

و بشكل أساسي يعتمد العلاج على الأدوية المضادة للطفيليات مثل مادة أمفوتيريسين.
كما قد يصف الطبيب أدوية أخرى بالاعتماد على نوع الليشمانيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *