هل فعلا المال لايجلب السعاده أم مجرد مقولات ترواد أذهاننا ؟
اخر ماتوصل ماتوصل اليه من أبحاث عن المال
شراء السعادة قد لايكون بالمال وإنما بتغيير مفهوم الإنسان
لأن السعادة شعور والشعور يمكن التحكم به بأمور مادية أو أمور ذهنية
لو سألتك ماذا لو حصلت على جائزة مليون دولار لا شك أنك ستفرح وترتاح من هموم كثيرة وهاذا هو بيت القصيد الوصول إلى الطمأنينة وراحة البال والنوم بهناء
بالنسبة للمسلم فقد علمنا ديننا أمرا يوصلك إلى هذا الهدف.
عَنْ سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ – وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
رواه البخاري في “الأدب المفرد” والترمذي في “السنن”
لا شك أن الشعور الناتج عن (كأنما حيزت له الدنيا) أفضل بكثير من الشعور الناتج عن حصولك على المليون دولار التي ذكرتها في البداية
لأن الدنيا أكبر من المليون بلا شك
قد يعترض أحدهم ويقول ولكن هناك أنت ترى المال بأم عينك أم هنا فهو مجرد تخيل
نعم صحيح ولكن لا ننسى أن الهدف ليس المال بعينه وإنما الوصول إلى الطمأنينة وراحة البال والنوم الهانئ فإن تحقق فسواء كان بمال أو بغيره فلا فرق
ولهذا من كان لديه من الإيمان القوة بحيث تجعله أن يتصور إلى درجة التصديق الجازم فقد تحقق المراد
و لو لم تقتنع اسأل شخصا عاش بمناطق الأحداث في سوريا أو فلسطين أو ليبيا أو مصر أو اليمن عندما أصبح لا ينام الليل بسبب فقدان الأمان حتى لو كان ثريا
حينها سيعرف معنى هذا الحديث تماما و يبصم له بالعشرة
أنا على ثقة أن من فقد الأمان من أولائك مستعد للتخلي عن ثروته مقابل أن لا يعيش تلك اللحظات بشكل كامل
و كذلك المريض سيفقد طعم كل مال إن كان المال لا يعالج له مرضا حينها سينظر للصحيح على أنه أغنى منه
و أما قوت اليوم فهو لسد جوعة البطن حاليا وللجوعة القادمة لها تدبيرها فلا تهتم لأمر لم يصل أوانه بعد
كلمة بات التي ذكرت في الحديث ترشد الإنسان أن يهتم ويسعى لسد حاجات لحظته ويومه لا أن تركبه الهموم لجمع مال جامعة ولده بعد عشرين سنة
أنت اليوم في واقع وغداً هو من علم الغيب فكيف تنشغل به وأنت لا تدري كيف سيكون
( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
سورة لقمان (34)
كما عشت أنت ووصلت إلى ما أنت عليه بتدبير الله وقد يكون والداك ميتان أو لم يكن لديهم حيلة لايصالك إلى هذه المرحلة
كذلك للأولاد لهم تدبيرهم
ليس من الخطأ أن يعمل الإنسان على التوسعة على عائلته و تأمين سبل العيش الكريم وحتى الترفيه فهو مأجور على ذلك
ولكن الخطأ في أن يجعل من ذلك هدفا وغاية تتقدم على كل ما سواه حتى تنسيه واجباته تجاه دينه وأمته و عشيرته ويتحول إلى شخص أناني لا يفكر إلا بنفسه و في أحسن الأحوال أسرته
نرجو الله أن يعيزنا من الهم والحزن والجبن والبخل و من غلبة الدين وقهر الرجال .